فصل: القصة الثالثة: قصة لوط عليه السلام:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{قال} منكرًا عليهم موبخًا لهم {أفتعبدون من دون الله} أي: بدله {ما لا ينفعكم شيئًا} من رزق وغيره لترجوه {ولا يضرّكم} شيئًا إذا لم تعبدوه لتخافوه.
{أفٍ} أي: تبًا وقبحًا {لكم ولما تعبدون من دون الله} أي: غيره، وقرأ نافع وحفص بتنوين الفاء مكسورة وابن كثير وابن عامر بفتح الفاء من غير تنوين والباقون بكسر الفاء من غير تنوين، ولما تسبب عن فعلهم هذا وضوح أنه لا يقربه عاقل، أنكر عليهم ووبخهم بقوله: {أفلا تعقلون} قبح صنيعكم وأنتم شيوخ قد مرّت بكم الدهور وحنكتكم التجارب ولما دحضت حجتهم وبان عجزهم، وظهر الحق واندفع الباطل.
{قالوا} عادلين إلى العناد، واستعمال القوّة الحسية {حرّقوه} بالنار لتكونوا قد فعلتم فيه فعلًا أعظم مما فعل بآلهتكم {وانصروا آلهتكم} التي جعلها جذاذًا {إن كنتم فاعلين} نصرتها قال ابن عمر: إنّ الذي قال هذا رجل من الأكراد قيل: اسمه هيتون، فخسف الله تعالى به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، وقيل: قاله نمروذ بن كوش بن حام بن نوح عليه السلام، وروي أنّ نمروذ وقومه حين هموا بإحراقه حبسوه في بيت، ثم بنوا عليه بيتًا كالحظيرة بقرية يقال لها كوثى، ثم جمعوا له أصلاب الحطب من أصناف الخشب مدّة شهر حتى كان الرجل يمرض، فيقول: لئن عوفيت لأجمعنّ حطبًا لإبراهيم، وكانت المرأة تغزل وتشتري بغزلها الحطب احتسابًا في دينها، وكان الرجل يوصي بشراء الحطب وإلقائه فيه، فلما جمعوا ما أرادوا وأشعلوا في كل ناحية من الحطب نارًا، فاشتعلت النار، واشتدت حتى كان الطير يمرّ بها، فيحترق من شدّة وهجها وحرّها، وأوقدوا عليه سبعة أيام، فلما أرادوا أن يلقوا إبراهيم لم يعلموا كيف يلقوه، فجاءهم إبليس عليه اللعنة، فعلّمهم عمل المنجنيق فعملوا ثم عمدوا إلى إبراهيم فقيدوه ورفعوه على رأس البنيان ووضعوه في المنجنيق مقيدًا مغلولًا، فصاحت السماء والأرض، ومن فيهما من الملائكة وجميع الخلق إلا الثقلين صيحة واحدة ربنا خليلك يلقى في النار وليس في أرضك من يعبدك غيره فأذن لنا في نصرته، فقال عز وجل: إنه خليلي وليس لي خليل غيره وأنا إلهه ليس له إله غيري، فإن استغاث بأحد منكم أو دعاه فلينصره، فقد أذنت له في ذلك، وإن لم يدع أحدًا غيري فأنا أعلم به وأنا وليه، فخلوا بيني وبينه، فلما أرادوا إلقاءه في النار أتاه خازن المياهـ. فقال: إن أردت أخمدت النار وأتاه خازن الرياح، فقال: إن شئت طيرت النار في الهواء، فقال إبراهيم عليه السلام: لا حاجة لي إليكم حسبي الله ونعم الوكيل، وروي عن كعب الأحبار أن إبراهيم قال حين أوثقوه ليلقوه في النار: لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك لا شريك لك، ثم رموا به في المنجنيق إلى النار، فاستقبله جبريل، فقال: يا إبراهيم ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا، فقال جبريل: فاسأل ربك، فقال إبراهيم عليه السلام: حسبي من سؤالي علمه بحالي. وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} [آل عمران].
قالها إبراهيم عليه السلام: حين ألقي في النار وقالها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين قال لهم الناس: {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم} [آل عمران].
قال كعب الأحبار جعل كل شيء يطفىء النار عنه إلا الوزغ، فإنه كان ينفخ في النار، وعن أمّ شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأوزاغ، وقال: «كان ينفخ على إبراهيم»، ولما أراد الله تعالى الذي له القوّة جميعًا سلامته منها قال تعالى: {قلنا يا نار كوني} بإرادتنا التي لا يتخلف عنها مراد {بردًا} قال ابن عباس: لو لم يقل: {وسلامًا} لمات إبراهيم من بردها، وفي الآثار أنه لم يبق يومئذٍ نار في الأرض إلا طفئت، فلم ينتفع في ذلك اليوم بنار في العالم، ولو لم يقل تعالى: {على إبراهيم} لبقيت ذات برد أبدًا، والمعنى كوني ذات برد وسلام على إبراهيم، فبولغ في ذلك حتى كان ذاتها برد وسلام، والمراد: ابردي فيسلم منك إبراهيم أو ابردي بردًا غير ضارّ، قال السدّي: فأخذت الملائكة بضبعي إبراهيم فأقعدوه على الأرض، فإذا بعين ماء عذب وورد أحمر، ونرجس قال كعب: ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه، قالوا: وكان إبراهيم في ذلك الموضع سبعة أيام قال المنهال ابن عمرو قال إبراهيم: ما كنت أيامًا قط أنعم مني في الأيام التي كنت في النار، وقال ابن يسار وبعث الله تعالى ملك الظل في صورة إبراهيم فقعد فيها إلى جنب إبراهيم يؤنسه قال وبعث الله تعالى جبريل عليه السلام بقميص من حرير الجنة وطنفسة، فألبسه القميص وأجلسه على الطنفسة وقعد معه يحدّثه، وقال جبريل: يا إبراهيم إنّ ربك يقول: أما علمت أنّ النار لا تضر أحبابي، ثم نظر نمروذ وأشرف على النار من صرح له، فرآه جالسًا في روضة والملك قاعد إلى جنبه وما حوله نار تحرق الحطب فناداه يا إبراهيم بإلهك الذي بلغت قدرته أن حال بينك وبين ما أرى هل تستطيع أن تخرج منها؟ قال: نعم، قال: هل تخشى إن قمت فيها أن تضرك قال: لا، قال: قم فاخرج منها، فقام إبراهيم يمشي فيها حتى خرج منها، فلما خرج إليه قال له: من الرجل الذي رأيته معك في مثل صورتك قاعدًا إلى جنبك قال: ذاك ملك الظل أرسله إلى ربي ليؤنسني فيها، فقال نمروذ: إني مقرب إلى إلهك قربانًا لما رأيت من قدرته وعزته فيما صنع بك حين أبيت إلا عبادته وتوحيده إني ذابح له أربعة آلاف بقرة قال: إذًا لا يقبل الله منك ما كنت على دينك حتى تفارقه إلى ديني، فقال: لا أستطيع ترك ملكي، ولَكِن أذبحها له فذبحها له نمروذ، ثم كف عن إبراهيم ومنعه الله تعالى منه وكان إبراهيم إذ ذاك ابن ست عشرة سنة واختاروا المعاقبة بالنار لأنها أهول ما يعاقب به وأفظعه، ولذلك جاء في الحديث: «لا يعذب بالنار إلا خالقها»، وقيل: إنّ الله تعالى نزع عنها طبعها الذي طبعها عليه من الحر والإحراق، وأبقاها على الإضاءة والإشراق والاشتعال كما كانت والله على كل شيء قدير، فدفع عن إبراهيم حرّها كما يدفع ذلك عن خزنة جهنم.
{وأرادوا به كيدًا} أي: مكرًا في إضراره بالنار، وبعد خروجه منها {فجعلناهم} أي: بما لنا من الجلال {الأخسرين} أي: أخسر من كل خاسر عاد سعيهم برهانًا قاطعًا على أنهم على الباطل، وإبراهيم على الحق، وموجبًا لزيادة درجته واستحقاقهم أشدّ العذاب، وقد أرسل الله تعالى على نمروذ، وعلى قومه البعوض فأكلت لحومهم، وشربت دماءهم ودخلت في دماغه بعوضة، فأهلكته.
فائدة: وقع مثل هذه القصة لبعض أتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو أبو مسلم الخولانيّ طلبه الأسود العنسي لما ادّعى النبوّة فقال له: اشهد أني رسول الله، قال: ما أسمع، قال: أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ قال: نعم، فأمر بنار، فألقي فيها، ثم وجده قائمًا يصلي فيها، وقد صارت عليه بردًا وسلامًا، وقدم المدينة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فأجلسه عمر بينه وبين أبي بكر رضي الله عنهم، وقال عمر: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله.
{ونجيناه ولوطًا} من نمروذ وقومه من أرض العراق {إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} وهي الشام بارك الله فيها بالخصب وكثرة الأشجار والثمار والأنهار، ومنها بعث أكثر الأنبياء قال أبيّ بن كعب بارك الله فيها وسماها مباركة؛ لأن ما من ماء عذب إلا وينبع أصله من تحت الصخرة التي ببيت المقدس أي: يهبط من السماء إلى الصخرة ثم يتفرّق في الأرض قاله أبو العالية، وعن قتادة أنّ عمر رضي الله تعالى عنه قال لكعب الأحبار ألا تتحول إلى المدينة فيها مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبره، فقال كعب: إني وجدت في كتاب الله المنزل يا أمير المؤمنين إن الشام كنز الله في أرضه، وبها كنزه من عباده، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستكون هجرة بعد هجرة، فخيار الناس إلى مهاجر إبراهيم».
قال محمد بن إسحاق استجاب لإبراهيم رجال من قومه حين رأوا ما صنع الله عز وجل به من جعل النار عليه بردًا وسلامًا على خوف من نمروذ وملئهم، وآمن به لوط، وكان ابن أخيه وهو لوط بن هاران بن تارح وهاران هو أخو إبراهيم، وكان لهما أخ ثالث يقال له ناحور بن تارح، وآمنت به أيضًا سارة وهي بنت عمه، وهي سارة بنت هاران الأكبر عمّ إبراهيم، فخرج من كوثى وهي بضم الكاف ومثلثة قال ابن الأثير هي كوثن العراق وهي سرّة السواد، وبها ولد إبراهيم الخليل عليه السلام، وخرج مهاجرًا إلى ربه ومعه لوط وسارة كما قال تعالى: {فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي} فخرج يلتمس الفرار بدينه والأمان على عبادة ربه حتى نزل حران، فمكث بها ما شاء الله، ثم خرج منها مهاجرًا حتى قدم مصر، ثم خرج من مصر إلى الشام، فنزل السبع من أرض فلسطين، وهي برية الشام، ونزل لوط بالمؤتفكة، وهي على مسيرة يوم وليلة من السبع فبعثه الله تعالى نبيًّا إلى أهلها وما قرب منها فذلك قوله تعالى: {ونجيناه ولوطًا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} [الأنبياء].
أي: كما أنجيناك أنت يا أشرف الخلق ويا أفضل أولاده، وصديقك أبا بكر رضي الله تعالى عنه إلى طيبة التي شرفناها بك وبثثنا من أنوارها في أرجاء الأرض وأقطارها ما لم نبث مثله قط وباركنا فيها للعالمين بالخلفاء الراشدين وغيرهم من العلماء والصالحين الذين انبثت خيراتهم العملية والعلمية والمالية في جميع الأقطار، ولما ولد لإبراهيم عليه السلام في حال شيخوخته وعجز امرأته مع كونها عقيمًا، وكان ذلك دالًا على الاقتدار على البعث الذي السياق كله له قال تعالى: {ووهبنا له} دالًا على ذلك بنون العظمة {إسحاق} أي: من شبه العدم وترك شرح حاله لتقدّمه أي: فكان ذلك دليلًا على اقتدارنا على ما نريد لاسيما من إعادة الخلق في يوم الحساب، ثم إنه قد يظن أنه لتولده بين شيخٍ فانٍ وعجوز عقيم كان على حالة من الضعف لا يولد لمثله معها نفى ذلك بقوله تعالى: {ويعقوب نافلة} أي: ولدًا لإسحاق زيادة على ما دعا به إبراهيم عليهما السلام، ثم نمى سبحانه وتعالى أولاد يعقوب، وهو إسرائيل وذرّياتهم إلى أن ساموا النجوم عدّة وباروا الجبال شدّة {وكلًا} من هؤلاء الأربعة وهم إبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب وعظم رتبتهم بقوله تعالى: {جعلنا صالحين} أي: مهيئين لطاعتهم لله تعالى لكل ما يرونه أو يرادون له، أو يراد منهم، ثم لما ذكر أنه تعالى أعطاهم رتبة الصلاح في أنفسهم ذكر أنه تعالى أعطاهم رتبة لإصلاح لغيرهم، فقال تعالى معظمًا لإمامتهم: {وجعلناهم أئمة} أي: أعلامًا ومقاصد يقتدى بهم في الدين لما آتيناهم من العلم والنبوّة، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بين الهمزة والياء، ويجوز إبدالها عندهم ياء خالصة ولا يدخلون بينهما شيئًا وقرأ هشام بتحقيق الهمزتين وإدخال ألف بينهما بخلاف عنه في الإدخال وعدمه، والباقون بتحقيق الهمزتين من غير إدخال بلا خلاف {يهدون} أي: يدعون إلينا من وفقناه للهداية {بأمرنا} أي: بإذننا {وأوحينا إليهم} أيضًا {فعل} أي: أن يفعلوا {الخيرات} ليحثوهم عليها، فيتم كمالهم بانضمام العلم إلى العمل، قال البقاعي: ولعله تعالى عبّر بالفعل دلالة على أنهم امتثلوا كل ما يوحي إليهم، وقال الزمخشري: أصله أن تفعل الخيرات، ثم فعلا الخيرات، ثم فعل الخيرات، وكذلك إقام الصلاة وإيتاء الزكاة انتهى. وقوله تعالى: {وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة} من عطف الخاص على العام تعظيمًا لشأنهما؛ لأن الصلاة تقرب العبد إلى الحق تعالى، والزكاة إحسان إلى الخلق، قال الزجاج: الإضافة في الصلاة عوض عن تاء التأنيث يعني: فيكون من الغالب لا من القليل {وكانوا لنا} دائمًا جبلة وطبيعة {عابدين} أي: موحدين مخلصين في العبادة ولذلك قدَّم الصلة.

.القصة الثالثة: قصة لوط عليه السلام:

المذكورة في قوله تعالى: {ولوطًا} أي: وآتينا لوطًا أو واذكر لوطًا، ثم استأنف قوله تعالى: {آتيناه حكمًا} أي: نبوّة وعملًا محكمًا بالعلم، وقيل: فصلًا بين الخصوم {وعلمًا} مزينًا بالعمل مما ينبغي علمه للأنبياء {ونجيناه من القرية} أي: قرية سدوم {التي كانت} قبل إنجائنا له منها {تعمل} أي: أهلها الأعمال {الخبائث} من اللواط والرمي بالبندق واللعب بالطيور والتضارط في أنديتهم وغير ذلك وإنما وصف القرية بصفةأهلها وأسندها إليها على حذف المضاف وأقامته مقامه ويدل عليه {إنهم كانوا} أي: بما جبلوا عليه {قوم سوء} أي: ذوي قدرة على الشرّ بانهماكهم في الأعمال السيئة {فاسقين} أي: خارجين من كل خير {وأدخلناه} دونهم {في رحمتنا} أي: في الأحوال السنية والأقوال العلية والأفعال الزكية التي هي سببب للرحمة العظمى ومسببة عنها ثم علل ذلك بقوله تعالى: {إنه من الصالحين} أي: الذين سبقت لهم منا الحسنى أي: لما جبلناه عليه من الخير.

.القصة الرابعة: قصة نوح عليه السلام:

المذكورة في قوله تعالى: {ونوحًا} أي: واذكر نوحًا {إذ} أي: حين {نادى} أي: دعا الله تعالى على قومه بالهلاك بقوله: {رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارًا} [نوح].
ونحوه من الدعاء {من قبل} أي: من قبل لوط ومن تقدّمه {فاستجبنا} أي: أردنا الإجابة وأوجدناها بعظمتنا {له} في ذلك النداء، ثم تسبب عن ذلك قوله تعالى: {فنجيناه وأهله} أي: الذين دام ثباتهم على الإيمان وهم من كان معه في السفينة {من الكرب العظيم} أي: من أذى قومه ومن الغرق والكرب الغمّ الشديد قاله السدّي وقال أبو حيان الكرب أقصى الغمّ والأخذ بالنفس وهو هنا الغرق عبّر عنه بأوّل أحوال مأخذ الغريق.
{ونصرناه} أي: منعناه {من القوم} أي: المتصفين بالقوّة {الذين كذبوا بآياتنا} من أن يصلوا إليه بسوء، وقيل: من بمعنى على {أنهم كانوا قوم سوء} أي: لا عمل لهم إلا ما يسوء {فأغرقناهم أجمعين} لاجتماع الأمرين تكذيب الحق والانهماك في الشر لم يجتمعا في قوم إلا وأهلكهم الله تعالى.